اختتام أسبوع التّسامح في مدرسة "يني" الثّانويّة
اختتام أسبوع التّسامح في مدرسة "يني" الثّانويّة
نقدّم لكم في هذا الخبر تقريرًا عن فعاليّات أسبوع التّسامح الذي شغل مدرسة "يني" على مدار أكثر من أسبوع. والذي حوّل المدرسة إلى ورشة، إبداعيّة، تربويّة، اجتماعيّة، تعجّ بالنّشاط المكثّف، الهادف لتعميق قيمة التّسامح في وعي الطّلّاب، وتذويتها في نفوسهم، وذلك لأهميّة الحدث، ولضرورته الاجتماعيّة المـُلحّة.
نظّم طاقم الاستشارة التّربويّة، في مدرسة "يني" الثّانويّة ممثّلًا بالمستشارتين: عنان توما حزّان وريما فرح مخولي، بالاشتراك مع مركّز التّربية الاجتماعيّة، الأستاذ فهد جريس، وبالتّعاون الكامل مع الأستاذ ميخائيل خوري، مدير المدرسة، أسبوعًا من الفعاليّات الهادفة إلى تذويت قيمة التّسامح في نفوس الطّلّاب.
وتمهيدًا لأسبوع التّسامح قامت مستشارتا المدرسة: عنان توما حزّان وريما فرح مخولي، بتمرير فعاليّة تربويّة لمعلّمي المدرسة، يوم الجمعة 15/11/2019، تحت عنوان "صرخة ضدّ العنف"، حيث كتب كل معلّم على ورقة شجرة على شكل قلب صرخته ضدّ العنف، وعلى ورقة أخرى طريقته في مواجهة العنف. وقد تمّ تعليق هذه الأوراق على شجرة، حملت أوراق المعلّمين، على أحد جدران المدرسة، وما زالت الشّجرة مورقة في المدرسة.
بدأ أسبوع التّسامح يوم الثّلاثاء 19/11/2019، بلقاء خاصّ لمعلّمي المدرسة، مع المربي، الشّيخ محمّد رمّال "أبو خضر"؛ حيث تطرّق فيه إلى العلاقات الخاصّة التي تربط قرية كفرياسيف بقرية يركا، وذكّر بأحداث عام 1948، أيام النّكبة، وكيف لجأ قسم كبير من أهالي كفرياسيف إلى يركا، بعد المجازر التي ارتكبتها العصابات الصّهيونيّة، في عدد كبير من القرى العربيّة، ممّا أثار الذّعر في نفوس النّاس، وكيف فتح أهالي يركا بيوتهم لجيرانهم، فكانوا عائلة واحدة.
وتعرّض أيضًا للعلاقة الخاصّة التي تربطه بأهالي كفرياسيف، حتّى أنّ كنيته "أبو خضر" اكتسبها في كفرياسيف، فالخضر في الدّيانة الإسلاميّة هو مار الياس في الدّيانة المسيحيّة، لذلك أطلق عليه الخوري المرحوم جبران توما "أبو الياس"، فلزمته هذه الكنية حتّى اليوم، وهذه عيّنة بسيطة من تداخل الحياة الاجتماعيّة للنّاس في المنطقة، وهي نموذج إنسانيّ يعتزّ به كلّ إنسان، أمّا ما نشهده من تفرقة طائفيّة اليوم فهو ليس تطوّرًا طبيعيًّا لعلاقاتنا كأبناء شعب واحد، متماسك، متآلف، موحّد، بل هو مخطّط سلطويّ صهيونيّ، يشكّل استمرارًا للنّهج الاستعماريّ "فرّق تسد".
تابع أسبوع التّسامح برنامج فعاليّاته في اليوم التّالي، الأربعاء 20/11/2019، باصطفاف صباحيّ، تحدّث فيه مدير المدرسة، ميخائيل خوري عن توجّه المدرسة التّربويّ نحو طلّابها للتّثقيف على ترسيخ روح التّسامح كقاعدة اجتماعيّة للتّعامل، لأنّ سياسة العين بالعين، والسّنّ بالسّنّ، وكما قال غاندي، ستجعل النّاس كلّها عُمْيًا؛ هذا التّوجّه الإنسانيّ هو ما تمليه علينا رسالتنا التّربويّة.
وتحدّث الأستاذ فهد جريس، مركّز التّربية الاجتماعيّة في المدرسة، فأعلن عن افتتاح أسبوع التّسامح في المدرسة، وبلّغ بالفعاليّات المتنوّعة التي سيشملها برنامج أسبوع التّسامح، وطلب تعاون الجميع، من أجل أن تصل الرّسالة إلى نفوس الطّلّاب على أحسن صورة. وتلاه رئيس مجلس الطّلّاب يزن خطيب، فتحدّث عن أهميّة التّسامح في كلّ مجتمع، بشكل عام، وفي مجتمعنا الذي يواجه آفة العنف، بشكل خاص. كما وعزف الطّالب عمري قيس معزوفة على آلة الكمان. وألقت الطّالبتان: ردينة خير وصوفيا نصرة كلمة عن التّسامح بثلاث لغات: العربيّة والعبريّة والإنجليزيّة.
وفي هذا اليوم تمّ تخصيص الفعاليّات لطبقة العواشر، فقام المربّون بعقد ورشة تربويّة حول موضوع التّسامح، استمرت لحصّتين متتاليتين. وفي هذه الورشات جرت فعاليّات كان طاقم الاستشارة، ومركّز التّربية الاجتماعيّة، قد أعدّوها وجمعوها في ملف سلّموه لكلّ مرب لكي يستعين به، ويختار منه ما يلائم طلّابه.
وبعد ذلك جرى استضافة عدد من الشّخصيّات المتميّزة في مجالاتها، في صفوف العواشر، من أجل عرض رؤيتها للتّسامح من منظارها، وذلك في لقاء حيّ ومباشر مع الطّلّاب، وقد استمرت هذه اللّقاءات حصّتين متتاليتين، وكان ضيوف هذه الحلقات، في هذا اليوم: الفنّانة أمل مرقس، الباحث د. حبيب ناصر، الرّسّام وليد أبو زيد، الكاتبة رنا حنا جريس، المعالجة النّفسيّة صفاء نصر.
أمّا يوم الخميس فقد خُصّص لطبقة الحوادي عشر، حيث نظّم المربّون ورشة صباحيّة حول مضمون التّسامح، لمدّة حصّتين متتاليتين، ثمّ انتقل الطّلّاب إلى قاعة المركز الثّقافيّ "أ" لمشاهدة مسرحيّة "إطراء" لمسرح الجوّال في سخنين، وبعدها دارت حلقة نقاش حول الموضوع. وقد عُرضت هذه المسرحيّة بالتّعاون بين طاقم الاستشارة في المدرسة، ممثّلًا بريما فرح مخّولي، وبين "وحدة الوقاية من العنف"، التّابعة لقسم الرّفاه الاجتماعيّ، في المجلس المحليّ.
ويوم الجمعة تمّ تخصيصه لطبقة الثّواني عشر، حيث بدأ كالعادة بورشة صباحيّة مع المربين، هذه الورشات التي أنتج فيها الطّلّاب منتوجًا نقلوا خلاله موقفهم من موضوع التّسامح، بصورة جماعيّة متميّزة، وقد اختلف هذا المنتوج من صفّ لآخر، وقد تمّ عرض هذا المنتوج باسم الصّفّ في ساحة المدرسة. وعكست هذه المنتوجات الصّفيّة روح الإبداع عند الطّلّاب. أمّا الضّيوف الذين استقبلتهم صفوف هذه الطّبقة، في هذا اليوم فهم: المحقّق سامر كريني، المحاضرة والموجّهة في مجال تطوير الذّات نيّرة شحادة، العاملة الاجتماعيّة هديل ناطور، المحامية بانة شغري، معلّم فنون القتال هاني سكس، المسؤول في الكشّاف الأورثوذكسي أشرف شحادة، الرّياضي د. وليم شحادة، المحامية رنا زهر.
والجدير ذكره أنّ لقاءات الضيوف كانت تنتهي بجلسة للضّيوف في مكتب مدير المدرسة، الأستاذ ميخائيل خوري، حيث يقدّم لهم الشّكر على مشاركتهم المجّانيّة في أسبوع التّسامح، ويقدّم لهم باسم المدرسة شهادة تقدير عرفانًا بفضلهم ومساهمتهم في توعية طلّاب المدرسة.
تتواصل فعاليّات أسبوع التّسامح في الأسبوع التّالي، ففي يوم الثّلاثاء 26/11/2019 ، يقوم طلّاب الحوادي عشر بعرض منتوجهم المتميّز، وهو وقوف جميع طلّاب الطّبقة في ساحة المدرسة، على شكل القلب، وقد انتظمت حلقات الطّلّاب على شكل قلوب نابضة بالتّسامح في ساحة المدرسة، بشكل مؤثّر يثير الإعجاب والتّقدير. وبذلك ينضمّ هذا المنتوج إلى منتوج الرّسم على الحجارة للثّواني عشر، ومنتوج شجرة المحبّة التي تورق القلوب الحاملة للقيم لطلّاب العواشر.
وكان يوم الأربعاء 27/11/2019، هو اليوم الأخير في أسبوع التّسامح في مدرسة "يني"، حيث بدأ باصطفاف صباحيّ افتتحه مركّز التّربية الاجتماعيّة الأستاذ فهد جريس، الذي شكر كلّ من ساهم في إنجاح فعاليّات أسبوع التّسامح، وبلّغ عمّا تبقّى من فعاليّات ختاميّة لهذا اليوم، وأعطى المجال للطّالبة شفاعة عبد العال لإلقاء نصّ أدبيّ من إبداعها عن التّسامح، ثمّ قدّم الطّالب مجد بحّوث ليلقي كلمة عن التّسامح.
وقد بدأ يوم الأربعاء بتوزيع ملصق يحمل بعض القيم، وينتهي بعبارة "يني" تجمعنا، وتمّ توزيعه على جميع طلّاب ومعلّمي المدرسة، فكان علامة مميّزة لهذا اليوم الاختتاميّ لأسبوع التّسامح. وكان اللّقاء الذي جمع رئيس القائمة المشتركة، أيمن عودة، مع طلّاب الثّواني عشر في قاعة المركز الثّقافيّ "أ" الذي بادرت إليه معلّمة موضوع المدنيّات، في المدرسة، هدير أبو شنب، والذي خُصّص لموضوع العنف، مسك الختام لهذا الأسبوع الحافل بالفعاليّات التّربويّة، المتنوّعة، الهادفة.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع الملتقى بفسح المجال أمام الكاتب لطرح افكاره االتي كتبت بقلمه ويقدم للجميع مساحة حرة للتعبير نأمل ان تعجبكم
تعليقات